عاطف بشاي : (تاجر السعادة) لم يسيء للكنيسة .. والكنائس تكيل بمكيالين .. وافقت لعادل إمام ورفضت خالد صالح!
إيناس عبدالله -
رفضت الكنيسة منح ترخيص بموافقتها على تصوير أحد مشاهد مسلسل «تاجر السعادة» الذى يقوم ببطولته الفنان خالد صالح داخل مبانيها، وسط تداول أنباء عن اعتراضها على مشهدين اعتبرتهما يحملان إساءة بالغة للمسيحية، وهددت برفع دعوى قضائية لوقف عرض المسلسل. فيما دافع المؤلف عاطف بشاى عن العمل، مشيرا إلى أن المسيحيين ليسوا ملائكة بلا اخطاء حتى تعترض الكنيسة على كل شخصية كل مسيحى سيئ فى عمل درامى. ويجمع المشهدان اللذان تردد اعتراض الكنيسة عليهما الشيخ مصباح «خالد صالح» وصديقه المسيحى «كيرلوس» الذى يلعب دوره الفنان أحمد صيام، وفيه يحاول الشيخ مصباح اللحاق بكيرلوس فى الكنيسة عندما يحاول الأخير إفساد فرح مطلقته التى انفصلت عنه بعد كتابته ورقة يعترف فيها بالزنى بامرأة أخرى حتى يحصل على الطلاق.
وبعد توقيع الاعتراف رفضت الكنيسة منحه تصريحا بالزواج مرة ثانية، فى الوقت الذى منحت فيه مطلقته ذلك الحق فجن جنونه وقرر إفساد زواجها داخل الكنيسة، فيسعى صديقه الشيخ مصباح إلى منعه من القيام بهذا فيتم اتهامه بمحاولة إثارة فتنه طائفية وهو ما اعترضت عليه الكنيسة تماما.
غير أن السيناريست عاطف بشاى رفض تماما اتهام المسلسل بالإساءة للمسيحية، وقال إن المشهد يؤكد للانسان متوسط الذكاء أنه يعكس مدى الترابط بين المسلمين والمسيحيين، وكيف أن الشيخ مصباح المسلم الذى تعلم فى الأزهر يحاول إنقاذ صديقه كيرلوس من تصرفه الأهوج؟.. مشيرا إلى أنه كمؤلف للعمل لم يشجع الرجل المسيحى المنفلت بل عاقبه فى الحلقة وألقت الشرطة القبض عليه..
قائلا «نحن هنا لا ندخل فى العقائد ولا نتحدث عن الدين وإنما نعرض موقفا قد يحدث على أرض الواقع فهل المسيحى ملاك لا يخطئ؟.
واتهم بشاى الكنيسة بالكيل بمكيالين، فى ظل رفضها تصوير الأعمال الدرامية داخل الكنائس فى الوقت الذى سمحت فيه للفنان عادل إمام بتصوير مشاهد من فيلم «حسن ومرقص».
وأوضح: الكنيسة لم تبلغنا اعتراضها بشكل مباشر على أى مشهد، لكن كل ما حدث أن مدير الانتاج ذهب إلى الكنيسة للحصول على إذن تصوير ورفض طلبه وتكرر الأمر مع أكثر من كنيسة فكان الحل البديل عمل ديكور مشابه للكنيسة وهذا يدل على قصور فهم البعض للفن والابداع فالبدائل دوما مطروحة.
وأعرب بشاى عن دهشته من موقف الكنيسة والأقباط الذين يشتكون باستمرار من تهميشهم بالدراما وهو يقول «عندما نتبنى قضية خاصة بهم تعترض الكنيسة فى محاولة منها لتكريس العزلة لأنها تتصور أن الشخصية المسيحية لابد أن تظهر فى ثوب ملائكى بلا أخطاء وهذه كارثة لأن هذا يدعو إلى التمييز الفعلى».
وردا على سؤال حول إمكانية استجابته لطلب الكنيسة بحذف المشهدين حتى لا تتفاقم الأزمة، قال: لا.. لن يحدث..فأنا ملتزم بتقارير رقابية وليس بتقارير الكنيسة التى اندهش كثيرا لموقفها القاسى من الفن والابداع.. فالمسيح قال: «أحبوا أعداءكم»، وأتذكر الهجوم الشديد على رواية «عزازيل» وكيف ردوا على عمل فنى بقنبلة وجعلوا الألم مقابل القلم وتحول الموضوع إلى إرهاب فكرى؟
وأخيرا يقول السيناريست عاطف بشاى: أرجو ألا يستسلم أى مبدع لأية محاولة ــ مهما كانت ــ تستهدف مصادرة حقه فى الابداع وعليه أن يكون أكثر جرأة فى مواجهة كل الظروف.. فنحن للأسف أصبحنا نواجه أشكالا مختلفة فى المصادرة والرقابة ومحاولة المنع والرفض وعلينا أن نحارب كل هذه الوسائل بقوة وبيد واحدة.
تاريخ نشر الخبر : 26/08/2009 
رسالة يسوع اليوم
الأربعاء أغسطس 26, 2009 1:10 pm
