"المحبة تستر كثرة من الخطايا" (1بط4:
+
يصف البعض الله بأنه "ستَار"، وهي صفة من صفاته الجملية. فالله حقاً يستر
كل الخطاة، ربما لسنوات طويلة جداً. لعلهم يتوبون عن عارهم، ويعترفون بكل
ما يخجلهم، ويقلعون عن دنسهم، قبل هلاكهم بموتهم المباغت.. وبالتالي
حرمانهم من الملكوت.
+ والله يقول للكل: "سترت كل خطيتهم" (مز85: 2).
+ وقال له داود: "تسترهم بستر وجهك" (مز31: 20).
+ وبكى داود وخشى الفضيحة، وقال: "استر وجهك عن خطاياي وامح كل آثامي" (مز50).
+
فتذكر (ياعزيزي- يا عزيزتي)، كم مرة سترك الله فيها، وأنت تفعل عملاً
مشيناً. فلا تعُد لفعل الأمر المخجل، ولا تنسى أن الله يراك، مهما حاولت
الإختباء عن أعين الرقباء من البشر، لأن كل شيء خفى معلوم لديه وعارف
القصد والنية الصالحة من الطالحة.
+ وتذكر أيضاً الملاك الحارس
الذي يراك في كل أعمالك التي لا تليق ويسجلها عليك، ليكشفها لك الله يوم
الدينونة الرهيب. كما يراك كل السمائيين من الملائكة والقديسين، من سكان
الفردوس الآن.
+ وقد قال أحد الخدام: "ماذا كان يحدث لو كتب الله على كل الجباه خطايانا، والأمور التي تجلب العار".
+ ولهذا نشكر الله، لأنه سترنا وحفظنا من الفضيحة، والتي قد تنشر على الناس أحياناً. فكم تجلب علينا في وقتها الخجل للنفس والأهل.
+
وينبغي على الإنسان المؤمن أن يستر أخاه الذي ارتكب عملاً مخجلاً أو عملاً
مخلاً بالشرف أو الآداب، فلا يجرحه أمام الناس، لأنه لم يقدر أن يستر غيره
من الناس.
+ والإنسان الذي يشعر بستر الله لخطاياه، يتعامل بالمثل مع الناس.
+ والله يحب ساتر العيوب والذنوب ومخفي كل المعلومات الفاسدة عن الناس (أم12: 23).
+
والمؤمن الإيجابي يساعد على انقاذ الشرير من الفساد "من رد خاطئاً عن طريق
ضلاله، يخلص نفساً من الموت (الهلاك الأبدي) ويستر كثرة من الخطايا" (يع5:
20).
+ ويذكر بستان الرهبان، أن القديس مكاريوس الكبير قد
علم بدخول إحدى السيدات الشريرات إلى قلاية راهب بالبرية، بصفة مستمر،
فلما دخلت عنده ذات مرة، أسرع الرهبان للقديس وأخبروه لكي يأتي ويضبطهما
معاً ويوقع عليهما العقاب. فلما دخل أبو مقار، ووجد السيدة مع الراهب
المسكين، أسرع القديس وخبأها تحت ماجور عجين، كان هناك، وجلس عليه.
فلما
دخل الرهبان ليروها هناك، لم يجدوها. وخرجوا في خجل!! بينما لم يوبخ
القديس هذا الراهب، واكتفى بمطالبته بعدم حدوث ذلك الموقف الغير مشرف، مما
كان له أثره في توبته وندمه على عمله.
+ وسمع القديس صوت الرب يطوبه، لأنه شابهه في ستر العيوب، وعدم إدانة المريض بالروح.
+ وهذا درس هام لنا لعم جرح الغير أو فضحه، وكما يفعله الرب المحب معنا كلنا.
اذكروا ضعفى وصلوا من اجلى.........