إلى من نذهب؟
يا رب، إلى مَنْ نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك، ونحن قد آمنا وعرفنا أنك أنت المسيح ابن الله الحي ( يو 6: 68 ، 69)
«إلى مَن نذهب؟»، ألا يقف البشر مكتوفي
الأيدي منكمشي الإرادة أمام تجاربنا وضيقاتنا بينما إلهنا المجيد يتغلغل
معنا فيها «في كل ضيقهم تضايق» (
إش 63: 9 )، وهناك وسط الأتون المُحمى سبعة أضعاف يظل هو بجوارنا (
دا 3: 24 ، 25).
هذا هو سيدنا وربنا وفادينا «عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا» (
مت 1: 23 ). فلنَسِر تحت قيادته وإرشاده غير هيابين ولا خائفين من الأيام
القادمة فكلها تحت سلطانه وهو ملجأ في أيام الشر، يُخزي مطاردينا ويسحق أعداءنا ويُخرجنا من المعركة منتصرين.
وهذا
هو يسوع مخلصنا، نور العالم، شجرة التفاح بين أشجار الوعر، المَن السماوي
الذي منه نأكل ونشبع، الصخرة التابعة لنا لننهل منها ونرتوي، وهناك تحت
ظله نجلس آمنين.
هذا هو ربنا يمتعنا بجوده، وينقذنا بذراعه
القوية ويده الممدودة من الفخاخ التي تُنصب في طريقنا. ولكن لا يغربن عن
أذهاننا أنه أيضًا نار آكلة. ولئن كان قد جاء مملوءًا نعمة إلا أنه قد جاء
أيضًا مملوءًا حقًا (
يو
1: 17 ).
فهو يغمرنا بنعمته ولكنه في الوقت عينه لا يمكن أن يصادق على الشر. وكما
أنه في أيام تجسده، عندما دخل إلى هيكل الله ورأى أنه جُعل مغارة لصوص،
غار على مجده وأخرج منه جميع الذين كانوا يبيعون ويشترون وقلب موائد
الصيارفة وكراسي باعة الحمام وقال لهم: «مكتوبٌ: بيتي بيت الصلاة
يُدعى. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص!»، كذلك يفعل اليوم فينا لأن
«بيته نحن» (
عب 3: 6 )، «أَما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم» (
1كو 3: 16
).
وهو يطرد اليوم من قلوبنا كل غريب وينزع منها الميول التي لا ترضيه،
ويفطمنا بالضيق والتأديب حتى يردنا إلى طاعته ونشترك في قداسته. ولا
يتبادر إلى أفكارنا أنه يرضى أن تظل قلوبنا مغارة لشهوة الجسد وشهوة
العيون وتعظم المعيشة. ولنعلم أنه إن تمسكنا بها وحرصنا عليها فلا بد أن
يجرِّد السياط ليلهب بها قلوبنا ويدميها، فنترك الشهوات المتغلغلة فينا،
والدموع تسيل من المآقي والأسى يملأ الحشا على الحصاد المُر الذي حصدناه
نتيجة عصياننا وتمردنا وانحرافنا وراء أباطيل الحياة (
1كو 11: 30
)
++++++++++++++++++++++++++++++++
كما تشتاق الايل الى المياه هكذا تشتاق نفسى اليك يا الله