عيناك حمامتان "ها أنتِ جميلة يا حبيبتي ها أنتِ جميلة. عيناك حمامتان"
(نش 1: 15 ) ثلاث مرات يصف العريس عروسه بهذا الوصف في هذا السفر،
مُعبراً عن سروره وإعجابه بها (ص1: 15، ص2: 14، ص4: 1). ومن تكرار هذا
الوصف نتعلم دروساً هامة عن ما الذي يُسرّ الرب فينا:
1 - الحمام
رمز للبساطة . كقول المسيح "كونوا بسطاء كالحمام". وأيضاً "إن كانت عينك
بسيطة ..". والبساطة في المفهوم الروحي تعنى العين المفردة التي تنظر في
اتجاه واحد ولا تتلفت هنا وهناك فتنبهر بهذا أو ذاك. إنها العين المثبّتة
على المسيح والقانعة به. عكس سليمان الذي قال "ومهما اشتهته عيناي لم
أمسكه عنهما".
2 - الحمام رمز للوداعة . فهو ليس من الطيور
الجارحة. وهكذا ينبغي أن يكون المؤمن متحلياً بالروح الوديع الهادي.
رقيقاً لطيفاً، في كلامه كل حين بنعمة، تخلو حياته من الخشونة والعنف،
بطيء الغضب، دائم الابتسامة، متعلماً من ذاك الوديع والمتواضع القلب.
3
- الحمام رمز للطهارة . فهو من الطيور الطاهرة وكان يُقدم محرقات. وينبغي
أن يتميز المؤمن بطهارة الحياة ونقاوة السلوك في أفكاره ونظراته ومعاملاته
وتصرفاته.
4 - الحمام رمز للسلام . وهكذا المؤمن يتبع السلام مع الجميع وبصفة خاصة مع إخوته، وعبد الرب لا يخاصم.
5 - الحمام رمز للحنان والأمومة (انظر1تس2: 7).
6
- الحمام رمز للوفاء . فالحمامة إذا غاب عنها الأليف تهدر حزناً ولا ترضى
بآخر. وهذا ما يليق بنا كمؤمنين في فترة غياب الرب عنا، أن نكون عذراء
عفيفة بقلب مكرس للمسيح وعواطف مقدسة لا تتجه إلا إليه. إن محبة العالم
تعتبر زنا بالمفهوم الروحي (
يع 4: 4 ) ، وهذا يجرح مشاعر الرب.
7
- الحمام رمز للصفة السماوية . فالمؤمن شخص سماوي يعيش على الأرض كسائح
غريب ويُظهر الطابع السماوي في معاملاته واحتكاكاته بالآخرين. إنه ليس
كالذين يفتكرون في الأرضيات. إنه ينتظر المدينة التي لها الأساسات.