حاجتي وحاجتك
... ينبغي أن يُصلى كل حين ولا يُمَلّ ( لو 18: 1 )
ماذا تظن أن تكون هذه الحاجة الشديدة؟ إنها الحاجة إلى الصلاة.
إن
كانت هناك حاجة نشعر بالافتقار إليها أكثر من غيرها كأفراد وكجماعة، فهي
حاجتنا إلى الصلاة المقتدرة، وإلى الصلاة من قلبٍ راغب، وإلى الصلاة وقتًا
مكرسًا كافيًا. ولا يمكن لمَنْ يخدم الكلمة أن يحتفظ بروح عالية تتناسب مع
دعوته العالية، إلا بالصلاة المستمرة بلجاجة.
وطبيعتنا البشرية
لا تميل إلى الصلاة، لأن الصلاة مادة تمويل الخدمة الروحية، والعمل الروحي
الذي من شأن الجسد أن يضحي شيئًا من أجله. والجسد فينا يملّ الصلاة لأنها
تضع من كبريائه، وتحد من انتفاخه وتصلِّب حركاته.
أ تريد أن تعرف قيمة الصلاة عندك؟ يمكنك أن
تعرف ذلك من مقدار الوقت الذي تصرفه مُصليًا. على قدر وقتك الذي تخصصه
للصلاة، يكون تقديرك لقيمة الوجود في حضرة الله وشرف التكلم معه. بل هل
تريد أن تعرف ذلك بصورة أوضح؟ أ ليست فرصة الصلاة عندك هي عادة قبل النوم،
وبصورة ميكانيكية يستحثك النوم فيها لأن تنهيها بسرعة لأنك مُتعب والفراش
يغريك على النوم، فتخطف جملة من هنا وعبارة من هناك؟
ما أضعف هذه
الحالة! وما أبعد هذه الحالة عن أن تكون حالة صلاة! أين هذه من حالة رجال
ونساء صلوا بلجاجة وبجهاد، وعملوا عمل الرب بقوة.
إننا نعرف
خدامًا للكلمة كانوا يخصصون في كل يوم أربع ساعات من الرابعة صباحًا إلى
الثامنة للصلاة من أجل خدمتهم. ونعرف خدامًا كانوا يقضون ساعات طويلة جدًا
في الليل في الصلاة.
كان
”وسلي“ خادم الرب المعروف يعتبر الصلاة هي عمله الرئيسي،
والتبشير والكرازة بالإنجيل هي بالتبعية نتيجة لذلك العمل.
و”لوثر“ قال مرة: إن قلَّت عندي فرصة الصلاة اليومية عن
ساعتين، فإني أتوقع انتصار الشيطان عليَّ أثناء النهار. ودانيال وداود
وبولس كانوا رجال صلاة في كل حين. والخدام الذين عملوا أعظم أعمال الكرازة
والخدمة لمجد الله، عملوا ذلك بقوة الصلاة، وكانوا رجال صلاة.
يجب أن نبلّل جهودنا في خدمة الرب بندى
الصلاة دائمًا. إنها قوة التكريس ومجراه، لأن روح التكريس هي روح الصلاة،
والاثنان متحدان معًا كاتحاد الروح بالجسد. فلا صلاة حقيقية بدون تكريس
حقيقي، ولا تكريس حقيقي بدون صلاة حقيقية.
يا رب علّمنا أن نصلي، واجعل منا مُصلين حقيقيين.