ابنى مشلول
.
احملوا بعضكم أثقال بعض و هكذا تمموا ناموس المسيح " (غل 6 : 2 )
كانت هذه السيدة العجوز التى جاوزت السبعين من عمرها تعمل بأحد البيوت بمدينة اسنا وكان الكثيرون يشفقون عليها من أجل شيخوختها ، وعندما بسألونها أن تستريح كانت تقول لهم "ان لى ابن مشلول لا يقدر على العمل و له عشرة أبناء "
كانت تسافر اليهم كل أسبوع لتعطيهم نفقات معيشتهم ثم تعود لتواصل عملها بمدينة اسنا.
مرت الأيام ثم انتقلت هذه العجوز الى السماء ، و عند الصلاة عليها فى الكنيسة امتلأ المكان كله من الناس و كان عدد كبير منهم من الفقراء ، و علم الكاهن من خلال كلامه معهم يبكونها كأم لهم.. كانت تعتنى بهم وتعطيهم مرتبات شهرية صغيرة بالاضافة الى العطايا المادية التى كانت تحصل عليها من عطف الناس لأنها تنفق على أسرة كبيرة....
أما هى فكانت تعطى من أعوازها لهذا العدد الكبير من المحتاجين.
+ العطاء علامة حب و احساس بالآخرين و لكن تزداد قيمته عندما تعطى من أعوازك ومن القليل الذى عندك.
+ العطاء من الأعواز هو تقديم الآخر على نفسك ، اذ تشعر بمعاناته و تنسى آلامك من أجله. و هو أيضا غربة عن العالم وزهد فى مادياته ، فتكتفى بأقل شئ منه لاحتياجاتك الضرورية.
+ العطاء هو حب لله و ثقة فى محبته أنه يقبل أقل شئ من يدك لأنك ابنه.
+ بمكنك أن تعطى من أعوازك ليس فقط المال بل أى شئ يتعلق به قلبك و أيضا من الوقت حتى لو كنت مشغولا لتسمع و تهتم بمن حولك.. و مهما كنت تعانى من آلام فحاول أن تعطى من أعوازك بتشجيع الآخرين و مدحهم ... حينئذ يعوشك الله عن عطائك بسلام و فرح عجيب و أيضا يدبر احتياجاتك المادية.