يا ابتاه اغفر لهم
أليس السيد المسيح له سلطان أن يغفر الخطايا ،
كما قال للمفلوج " مغفورة لك خطاياك
( مر 2: 5، 10) .
فلماذا وهو علي الصليب ، طلب المغفرة للناس من الآب
قائلاً
" يا أبتاه أعفر لهم .."
( لو 23: 34) .
ولقد اجاب قداسة البابا شنودة الثالث علي هذا السؤال بالاتي
السيد المسيح كان علي الصليب ممثلاً للبشرية المحكوم عليه بالموت ..
وهو كإبن للإنسان قد مات عن البشرية – علي الصليب – لكي يخلصها .
وذلك بأن يدفع للعدل الإلهي ، ثمن الخطية الذي هو الموت
( رو 6: 23) .
فلماذا دفع هذا الثمن بسفك دمه علي الصليب ،
قال " يا أبتاه أغفر لهم " بمعني:
الآن وقد استوفي العدل الإلهي حقه ، يمكن أيها الآب أن تغفر لهم.
انا دفعت لك ثمن خطيتهم . وقد وضعت علي إثم جميعهم
( أش 53: 6) .
ومادمت قد مت عنهم ، لم يعودوا هم مستحقين للموت . فأغفر إذن لهم .
ومادام الابن الوحيد قد بذل نفسه عنهم ، إذن هم لا يهلكون بعد
( يو 3: 16) .
فقد محيت خطاياهم بالدم . ومادامت خطاياهم قد محيت بالدم ،
أذن قد أستوفي العدل الإلهي حقه ، واصبحوا مستحقين للمغفرة .
فاغفر لهم ،لأنهم أصبحوا يرتلون قائلين عني :
" الذي أحبنا ، وقد غسلنا من خطايانا بدمه "
( رؤ 1: 5) .
وطبعاً هذه المغفرة التي طلبها الفادي من الاب ، او من عدله الإلهي ،
لا تعطي إلا للذين يؤمنون ( يو 3: 16) ، ويعتمدون
( مر 16: 16) ،
( أع 2: 38)
، ويتوبون … ألخ
كما أن السيد المسيح قد قدم لهم عذراً .
قائلاً " لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون "( لو 23: 34) ، اي لأنهم لا يعرفون أن هذا المصلوب هو إبن الله الوحيد
. وكما قال الرسول
لأنهم لو عرفوا ، لما صلبوا رب المجد
"(1 كو 2:
هنا السيد المسيح يتكلم باعتبارة الفادي ، النائب عن البشرية الذي يموت عنها ،
ويقدم نفسه ذبيحة للأب عنها.
منقووووووووووووووول