فيفي وسط صندوق الفضلات القمص تادرس يعقوب ملطي

فيفي وسط صندوق الفضلات (الزبالة)
عاشت الابنة الوحيدة فيفي في قصر أبيها، مدللة، يحبها أبوها الملك، ويهتم بها جدًا. يشتهي كل رجال البلاط أن يخدموها. تأمر فيطيعها الكل! يكاد أن يحملها الكل في قلوبهم، وفي داخل عيونهم.
أمسك الملك بيد ابنته الصغيرة فيفي، وقد ارتدت ثياب ملوكية ثمينة. وكان الاثنان يسيران معًا في حديقة القصر التي تبلغ مساحتها عشرات الأفدنة.
كانت الطيور المتنوعة تغرّد،
والحيوانات المستأنسة الجميلة تلعب حولهما،
وصوت مجاري المياه أشبه بموسيقى هادئة لا تنقطع.
كل شيء حولهما جميل وممتع... أما الملك فكان منشغلاً بفيفي المحبوبة.
"ليس لي غيرك يا فيفي.
أنتِ تعلمين كيف قد تعلق قلبي بكِ.
كل المملكة في عينيَّ لا تساوي شيئًا بجانبك.
فمن أجلك أقمت هذا القصر،
ولأجلك استوردت كل أنواع أشجار الفاكهة والزينة من كل بلاد العالم.
ولأجلك أتيت هنا بالحيوانات المستأنسة اللطيفة،
ولأجلك أقمت حديقة حيوانات تضم حيوانات وطيورًا وأسماك وزواحف...
إنني أود أن أقدم كل شيء، حتى حياتي، لأجلك.
ماذا تريدين؟
مهما طلبتي يا فيفي- مهما كلفني من جهد أو ثمن- فإنني أحضره لكِ.
إنني أعدّ الأيام مترقبًا أن أراكِ ملكة.
تُتوجين بأكليل المُلك،
وتُديرين شئون المملكة،
ويخضع الكل بالحب لكِ".
هذه عينة من أحاديث الملك مع فيفي ابنته المحبوبة لديه جدًا...
تكررت هذه الأحاديث بصورة متنوعة، وكان الملك يظن أن فيفي مسرورة بما قد زرعه لها من مانجو وتفاح وبرتقال وكمثرى الخ... أما هي فلم تكن تعطي اهتمامًا لا للحديقة بكل ثمارها وجمالها ولا للطيور أو الحيوانات أو جداول المياه أو كل أنواع الزينة. فجأة سحبت فيفي يدها مرة من يد أبيها، وكان الاثنان يقفان على سور الحديقة العريض، لتقول له:
"أنت تسألني ماذا تريدين لتفعله لي.
إني أريد أن أتركك،
لست أطلب فاكهتك، ولا كل أموالك،
ولا كل مباهج الحياة معك!
إنما أريد أن ألقي بنفسي من السور لأعيش بعيدًا عنك، وسط النفايات (الزبالة) الملقاة خارج السور. ما أشهى أوراق الشجر الجافة! ما أجمل بواقي الفاكهة النتنة الملقاة هناك!
إنني أريد الحرية!
أريد أن أفعل ما أشاء!"
وبسرعة خاطفة ألقت الفتاة بنفسها من سور الحديقة المرتفع لتسقط على أكوام النفايات! وتركت أبيها في حيرة وذهول!
لقد سقطت وسط النفايات، فأصيبت بجروح وكدمات.
مع الزمن تمزقت ثياب الفتاة، وتحولت حياتها إلى بؤس شديد. لقد نست قصر أبيها، وتجاهلت موضعها في حضنه، وحرمت نفسها بنفسها التمتع بكل جمال حق ولذة صادقة وسعادة! أما أبوها فكان حزينًا عليها...
لم يقف الأب عند حدّ الحزن، لكنه كأب خرج إلى ابنته فيفي وقد خلع عنه الثياب الملوكية والتاج حتى لا تراه من بعيد فتخاف منه، وتهرب من وجهه. لقد تخفَّى حتى تقبله.
جاء إليها إلى موضعها، وأمسك بيدها، فاستعادت إلى ذاكرتها أبوته الحانية، وقبلت أن تلتصق به بعد أن تعرفت عليه. غسلها، وضمد جراحاتها، وقدم لها طعامًا لائقًا، ووهبها ثيابًا ثمينة، وحملها كما في قلبه، وانطلق بها إلى قصره، لتجد حفلاً عظيمًا يقيمه رجال البلاط يستمر أيامًا كثيرة ابتهاجًا بقدومها.
تُرى من هو هذا الأب؟
من هي فيفي هذه؟
الله هو أبوك يا عزيزي.
لقد خلقك على صورته ومثاله،
خلق العالم كله كبيت خاص بك،
أخضع كل شيء تحت قدميك،
يمكنك أن تركب سفينة فضاء وتنطلق إلى القمر!
إنه يترقب نموك ليقيمك معه ملكًا.
لكننا أحببنا الخطية، فنزلنا كما إلى سلة المهملات، لنعيش في داخلها، نأكل النفايات... السرقة والكذب والكراهية وكل الخطايا هي نفايات.
أشكرك أيها الرب يسوع،
لقد خلعت عنك بهاء مجدك العظيم،
ونزلت إلىَّ، على أرضي،
لا يخافك الرضّع أو الأطفال،
بل الكل يسبحونك.
تعال، فإنك تغسلني في مياه المعمودية،
تحملني بروحك القدوس إلى حضن الآب!
تعال، أيها الرب يسوع،
احملني إلى سمواتك،
فأرى السمائيين يقيمون حفلاً مبهجًا بقدومي معك!
أشكرك أيها الرب يسوع،
لأنك حملتني من سلة المهملات،
ودخلت بي إلى كنيستك، أيقونة السماء!
القمص تادرس يعقوب ملطي

ميرسى جدااااااااااا

حلوه اووووووووى القصه دى فعلا احنا كده ورغم من كده بيسامحنا واحنا بنسيبه
بجد قصه حلوه ربنا يباركك

موضوع جميل اوى اوى
تسلم ايديكى على المواضيع الحميلة دى
ربنا يبارك تعب محبتك ياقمر

ميرسى اوووووووى ياراندا ياقمر ربنا يخليكى

ميرسى ياميرت ياحبى ده انتى الى مواضيعك تحفه صدقينى

ميرسى ياقمر على ذؤقك

شكرا ياميرت على مرورك