البابا شنودة
لماذا لم يزر البابا شنودة نجع حمادى لتأدية واجب العزاء لأهالى الضحايا؟ سؤال غائم يسيطر على أقباط نجع حمادى وضواحيها منذ وقوع الجريمة النكراء ليلة الاحتفال بعيد الميلاد والذى راح ضحيته 6 أقباط بجانب شرطى مسلم.
السؤال ممزوج بألم مكتوم, خاصة عقب قيام عدد كبير من المسئولين البارزين - تنفيذيين وسياسيين وشعبيين - بزيارة المدينة من بينهم النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، وأحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى، والدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف, والدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر، ووسط هذا الكم من المسئولين برز السؤال: لماذا لم يزر البابا أو أحد نوابه من قيادات الكنيسة مثل بيشوى وأرميا ويؤانس نجع حمادى لتقديم واجب العزاء لأهالى الضحايا؟
وتحول السؤال إلى طلب رسمى عندما طالب أكثر من ألفى قبطى البابا شنودة بضرورة السفر إلى نجع حمادى فى ذكرى «الأربعين» للضحايا، وترؤس القداس الخاص بهذه الذكرى التى تواكب منتصف فبراير المقبل.
وأسس أقباط نجع حمادى «جروبا» على الفيس بوك انضم إليه أكثر من ألفى عضو فى وقت قياسى جميعهم يهمسون عاتبين على البابا عدم زيارة نجع حمادى ليطمئن على رعاياه فى هذه المحنة التى أصابتهم بمرارة فى حلوقهم، وأكدت مصادر مقربة من البابا شنودة أن الأنبا «كيرلس» أسقف نجع حمادى وفرشوط كان قد طلب من قداسة البابا ضرورة زيارة أبنائه بنجع حمادى، وإذا لم يتيسر له أمر الزيارة لظروف قهرية، فعليه أن ينيب الأنبا يؤانس السكرتير الخاص لقداسته فى الزيارة والالتقاء بأبنائه فى فرشوط وأبوشوشة وبهجورة والكشح من الذين سيتوافدون على نجع حمادى، لكن البابا رفض هذا الطلب سواء بالذهاب بنفسه إلى هناك أو أن ينيب أيا من القيادات الكنسية بديلا عنه.
وأرجعت المصادر عدم موافقة البابا على زيارة نجع حمادى إلى ثلاثة أسباب رئيسية:
الأول أنه توجه بالعزاء لجميع الأقباط فى عظته الأسبوع الماضى عندما قال بالحرف الواحد: «أقدم العزاء لكل الأقباط فى أرض مصر بل عزاء للمصريين جميعًا الذين يعتبرون القتلى إخوة لهم داعيًا للجميع بالخير والبركة»، وأكد أيضاً خلال العظة أن هؤلاء الضحايا شهداء لاسم المسيح، وأن الله لا يمكن أن ينسى دماءهم البارة التى سُفكت دون ذنب اقترفوه.
والثانى أن البابا لم يزر الكشح والتى شهدت أحداثا أكثر دموية من أحداث نجع حمادى منذ عشر سنوات، بجانب أنه فى حالة سفره إلى نجع حمادى فسيتأزم الأمر بشكل خطير، وسيستغلها المتشددون لسكب البنزين على النار، وربما يخرج الأقباط فى تظاهرة ضخمة لاستقبال البابا، الأمر الذى يمكن أن يؤدى إلى حدوث أعمال شغب وتخريب كبيرين ويفلت الزمام الأمنى.
السبب الثالث أن البابا على خلاف مع الأنبا كيرلس، ورغم أن هذا الخلاف أصبح مستترا فإنه وباتفاق معظم القيادات الكنسية الذين أجمعوا بأن الأنبا كيرلس تجاوز أكثر من مرة الخطوط الحمراء، وهو ما أغضب البابا كثيراً، كما رأى البابا فى طلب كيرلس بضرورة زيارة نجع حمادى أو أن ينيب عنه أحد رجاله الأقوياء نوعاً من الفخ، ومزايدة غير مقبولة، خاصة أن الأنبا كيرلس صرح للمقربين منه أنه وجه دعوة للبابا شنودة لزيارة نجع حمادى ولكنه رفض، وانتشرت الشائعة لتسيطر على حديث كل أقباط نجع حمادى، مما أثار حفيظة البابا ورجاله، لاستشعاره أن الأنبا كيرلس يريد إحراج البابا ورجاله، وإظهارهم بأنهم لا يدافعون عن مصلحة الأقباط، ولذلك لمح «أسقف نجع حمادى» لبعض الأقباط الأسبوع الماضى بالسفر إلى القاهرة والتظاهر قبل وأثناء وبعد عظة البابا، وافتراش أرض الكاتدرائية، وعدم مغادرتها إلا بعد إعلان القصاص، وفطن البابا للأمر فخرج من شرفته الخاصة وبارك التظاهرة، ثم أسرع بالدخول وطالب الأنبا يؤانس ضرورة صرفهم مع إسداء الوعود لهم ببذل الجهد فى الدفاع عن حقوقهم، وبالفعل خرج يؤانس وبذل جهدا كبيرا فى إقناع المتظاهرين للعودة إلى مدينتهم مع الوعد بأن العدالة ستأخذ مجراها.
الأسباب الثلاثة يراها العقلاء من جموع الأقباط مبررات وجيهة تمنع البابا من السفر إلى نجع حمادى.
: لمعلوماتك....
◄ أقل ممن 6 % فقط من عدد السكان أقباط هم مليون فقط و المسلمين 80 مليون و مع ذلك فعلوا كل هذا و هم يهددون الأمن بعمل مظاهرة قاسية ,, يا سبحان الله
ازكروني في صلوتكم اخيكم ريمون