هل المؤمن يهلك

قبل
البدء في الكلام عن هذا السؤال هل ممكن للمؤمن أن يهلك ؟ أريد أن أوضح
للقاري العزيز من هو المؤمن ؟ والفرق بين المؤمن والخاطي ؟ المؤمن هو
الشخص الذي أتي إلي يسوع شاعراً بثقل وبشاعة خطاياه مقراً بعدم استحقاقه
في ذاته إلا إلي الموت والطرح في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت وبروح
متضعة ومنسحقة ملقياً كل خطاياه علي الرب يسوع المسيح واثقاً في عمله
الكفاري علي عود الصليب كما فعل الابن الضال بعد أن أتي من الكورة البعيدة
قائلاً " أقوم وأذهب إلي أبي وأقول له يأبي اخطات إلي السماء
وقدامك . ولست مستحقاً بعد أن أدعي لك أبن اجعلني كأحد أجراك" ( لو 15 :
18 و19 ) وأيضا ما فعله العشار عندما ذهب إلي الهيكل ليصلي فيقول الكتاب " أما العشار فوقف من بعيدٍ لا يشاء أن يرفع عينيه نحو السماء . بل قرع علي صدره قائلاً اللهم ارحمني أنا الخاطئ " ( لو 18 : 13 ) عند
يأتي الشخص بهذه الروح المنسحقة فيقبله الرب ويولده مرة ثانية كما قال
الرب لنيقوديموس ويعطيه طبيعة جديدة بها يستطيع الشخص المؤمن وقتذاك أن
يعمل أعمال الله . أما السؤال الثاني ما هو الفرق بين المؤمن والخاطئ ؟
فالمومن هو الشخص الذي حدث مع اختبار الولادة الجديدة كما ذكرت سابقاً
وبعدها أصبح أبن لله يريد أن يسر قلبه ولكن في بعض الأحيان لوجود الطبيعة
القديمة في المؤمن يحدث أن المؤمن يذل وهنا أذكر ما قاله الرسول يوحنا " يا أولادي اكتب إليكم هذا لكي لا تخطئوا . وأن أخطا احد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار " ( 1 يو 2 : 1 )
أما الخاطي فهو الشخص الذي لن يمر باختبار الولادة الجديدة ربما يكون حضر
فرص روحية وتأثر منها لكن لم يحدث توبة حقيقية في القلب فيتأثر إلي حين .
وضع هذا الشخص أنه يتلذذ بالخطية بل كما قيل في سفر أيوب
" فبالحري مكروه وفاسد الإنسان الشارب الإثم كالماء " ( أي 15 : 16 )
وبعد هذا المقدمة أريد أن أجيب علي السؤال موضوع المقال هل المؤمن يهلك ؟
سأجيب بنعمة الرب علي هذا السؤال موضحاً من الكتاب أن المؤمن الحقيقي لن
يهلك إطلاقاً وأركز علي كلمة المؤمن الحقيقي فهناك من يقولون أننا
مؤمنون لمجرد ولادتنا في أسرة مسيحية لكن قارئي العزيز إن المؤمن الحقيقي
الذي سيأتي الكلام عنه هو الذي مر في اختبار الولادة الجديدة وهنا أريد أن
اذكر بعض الآيات التي تؤكد أن المؤمن الحقيقي لن يهلك أبداً مهما حدث منه
ربما يسقط في الخطية لكنه كالخروف يقوم وينفض كل الغبار عنه " لا تشمتي بي يا عدوتي لأني أذا سقطت أقوم . وإذا جلست في الظلمة فالرب نور لي " ( مي 7 : 8 ) وعلي سبيل المثال لا الحصر ما جاء في إنجيل يوحنا " كما رفع موسي الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع أبن الإنسان لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحيوة الأبدية لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحيوة الأبدية " ( يو 3 : 14 – 16 ) فلو كان المؤمن يهلك كيف نفهم هذه الأعداد وأيضا " الذي يؤمن بالابن له حيوة أبدية . والذي لا يؤمن بالابن لن يري حيوة بل يمكث عليه غضب الله " ( يو 3 : 36 ) وأيضا " خرافي تسمع صوتي وأنا اعرفها فتتبعني . وأنا أعطيها حيوة أبدية ولن تهلك إلي الأبد و لا يخطفها احد من يدي . أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر احد أن يخطف من يد أبي " ( يو 10 : 27 – 29 )
أعتقد في هذه العبارات إجابة شافية علي السؤال . لكن ربما يأتي إلي ذهن
القاري العزيز مادام المؤمن لا يهلك أذا فهذا مبرر للعيشة الإباحية. وهنا
أذكر أن المؤمن الحقيقي لا يمكن أن يستمتع بالعيشة الإباحية في الخطية
لأنه لا يريد أن يغضب الله ولان الطبيعة الجديدة لا تشبع بما تقدمه له
الخطية لكن لو فرض أن مؤمن حقيقي سقط في فخ محبة العالم وشهواته هنا يتدخل
الرب يسوع راعي الخراف العظيم ويرد نفس المؤمن وأن لزم في ذلك التأديب فقد
يعالج الله المؤمن بالتأديب بل أقولها بكل يقين يا أحبائي أن ليس عند الله
استعداد أن يؤدب غير المؤمن واذكر بعض الآيات التي تثبت ذلك " هوذا طوبي لرجل يؤدبه الله . فلا ترفض تأديب القدير " ( أي 5 : 17 ) وفي سفر الأمثال " يأبني لا تحتقر تأديب الرب ولا تكره توبيخه . لان الذي يحبه الرب يؤدبه كأب بابن يسر به " ( ام 3 : 11 و 12 ) و " طوبي للرجل الذي تؤدبه وتعلمه من شريعتك " ( مز 94 : 12 ) و " ولكن إذ قد حكم علينا نؤدب من الرب لكي لا ندان مع العالم " ( 1كو 11 : 32 ) و "
لان الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله . أن كنتم تحتملون التأديب
يعاملكم الله كالبنين فأي ابن لا يؤدبه أبوه " ( عب 12 : 6 و7 ) و " إني كل من أحبه أوبخه واودبه فكن غيوراً وتب " ( رؤ 3 : 19 )
لكن هناك بعض الآيات العسرة الفهم التي يحرفها البعض لكي يثبتوا عقائدهم وهي إن المؤمن يهلك إليك هذه الآيات
1- " كل غصن في لا يأتي بثمراً ينزعه " ( يو 15 : 2 ) و " أن كان احد لا يثبت في يطرح خارجاً كالغصن فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحترق " ( يو 15 : 6 )
في العدد الثاني يذكر الرب أن كل غصن في لا يأتي بثمر ينزعه أي أن المؤمن
الذي كلفه الله بخدمة وتهاون فينزع الرب منه الخدمة بعكس المؤمن الذي يثبت
في الرب كالكرمة فينقيه ليأتي بثمرٍ أكثر أي الشخص المذكور مؤمن لذلك يذكر
أنه غصن في الكرمة لكن متهاون في خدمته فتسحب منه الخدمة وتعطي لمؤمن أخر
أما
الشخص المذكور في العدد السادس فهو شخص غير مؤمن دخل بين جماعة المؤمنين
لذلك يقال عنه انه ليس غصناً بل كالغصن وهذا نهايته الحريق

2- "
لان الذين استنيروا مرة وذاقوا الموهبة السماوية وصاروا شركاء الروح
القدس. وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي وسقطوا لا يمكن
تجديدهم أيضا للتوبة إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه " ( عب
6 : 4 و 5 ) وهنا أيضا واضح إن الفئة المذكورة هنا ليسوا مؤمنين حقيقين وذلك للأسباب الآتية
أ –
السطحية الذين هم فيها بعكس العمق الذي يكون فيه المؤمن فمثلاً ( استنيروا
) أي أضاء النور أمامهم ولم يذكر إنهم هم كانوا نور مثل ما قال الرب
لتلاميذه انتم نور العالم ( ذاقوا ) لم يقال عنهم إنهم شبعوا أو ارتووا
لكن مجرد إنهم ذاقوا
ب –
المؤمن ليس شريك للروح القدس فقط بل هو هيكل إلي الروح القدس ايضا فصحيح
كل مؤمن هو شريك للروح لكن ليس كل شريك للروح مؤمن وكلمة شركاء المذكورة
توضح إن الله استخدمهم وهذا ليس غريب فالله استخدم بلعام العراف ليبارك
شعبة ( عد 22 – 24 ) وقد استخدم الله الشيطان ليجرب به أيوب ...الخ
ربما يسال القارئ كيف يكون لشخص غير مؤمن أن يذوق الموهبة السماوية أي مواهب الروح القدس أجيب بقول الرب "
كثيرون سيقولون لي في ذلك اليوم يارب يارب أليس باسمك تنبأنا وباسمك
أخرجنا شياطين صنعنا قوات كثيرة فحينئذ أصرح لهم إني لم أعرفكم قط .
اذهبوا عني يا فاعلي الإثم " ( مت 7 : 22 و 23 )
أتمني أخيرا أن يطمئن قلب كل مؤمن حقيقي عالماً انه في يد الابن ويد الآب ولا تستطيع أي قوة في الوجود أن تخطفنا من يدهما .

جمييييييييييييييييييييييييييييل ياجون بجد
ربنا يباركك
عايزين من دا كتييييييييير

قولى انشالله

رائع ياجون
ميرسى ليك كتير